ورود کاربران

امام حسن عسکری علیه السلام

بسم الله الرحمن الرحیم

 به مناسبت فرا رسیدن هشتم ربیع الاول سالروز شهادت مظلومانه امام غریب حضرت مولانا امام حسن بن علی العسکری علیهما السلام ابتدا متن کتاب ارشاد مرحوم شیخ مفید رحمة الله علیه را می آوریم که زندگی امام حسن عسکری علیه السلام را به طور اجمال مروری کنیم و بعد از آن برای فارسی زبانان از کتاب منتهی الآمال قسمت مربوط به شهادت آن حضرت را ذکر می کنیم .

باشد  که مورد توجه و عنایت فرزند برومندشان حضرت حجة بن الحسن العسکری عجل الله تعالی فی فرجه الشریف قرار بگیرد و آن بزرگوار تسلیت ما را به لطف و کرمش بپذیرد. 

[باب تاريخ الإمام الحسن العسكري علیه السلام و فضله‏]

[فصل في تاريخ ولادة الإمام الحسن العسكري علیه السلام و شهادته و ما يخصه‏]

وَ كَانَ الْإِمَامُ بَعْدَ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام ابْنَهُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ لِاجْتِمَاعِ خِلَالِ الْفَضْلِ فِيهِ وَ تَقَدُّمِهِ عَلَى كَافَّةِ أَهْلِ عَصْرِهِ فِيمَا يُوجِبُ لَهُ الْإِمَامَةَ وَ يَقْتَضِي لَهُ الرِّئَاسَةَ مِنَ الْعِلْمِ وَ الزُّهْدِ وَ كَمَالِ الْعَقْلِ وَ الْعِصْمَةِ وَ الشَّجَاعَةِ وَ الْكَرَمِ وَ كَثْرَةِ الْأَعْمَالِ الْمُقَرِّبَةِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ لِنَصِّ أَبِيهِ علیه السلام عَلَيْهِ وَ إِشَارَتِهِ بِالْخِلَافَةِ إِلَيْهِ.

 

وَ كَانَ مَوْلِدُهُ بِالْمَدِينَةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَ ثَلَاثِينَ وَ مِائَتَيْنِ.

وَ قُبِضَ علیه السلام يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ وَ لَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ دُفِنَ فِي دَارِهِ بِسُرَّمَنْ‏رَأَى فِي الْبَيْتِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ علیه السلام

وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا حَدِيثُ.

وَ كَانَتْ مُدَّةُ خِلَافَتِهِ سِتَّ سِنِينَ‏

 [فصل في النص على إمامة الحسن العسكري علیه السلام

 (باب ذكر طرف من الخبر الوارد بالنص عليه من أبيه علیه السلام و الإشارة إليه بالإمامة من بعده)

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَسَارٍ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ أَوْصَى أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ علیه السلام قَبْلَ مُضِيِّهِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَ أَشَارَ إِلَيْهِ بِالْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَشْهَدَنِي عَلَى ذَلِكَ وَ جَمَاعَةً مِنَ الْمَوَالِي‏

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ عَنْ يَسَارِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَصْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو النَّوْفَلِيِّ قَالَ كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام فِي صَحْنِ دَارِهِ فَمَرَّ بِنَا مُحَمَّدٌ ابْنُهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا صَاحِبُنَا بَعْدَكَ فَقَالَ لَا صَاحِبُكُمْ بَعْدِي الْحَسَنُ‏

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ يَسَارِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام  صَاحِبُكُمْ بَعْدِي الَّذِي يُصَلِّي عَلَيَّ قَالَ وَ لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُ أَبَا مُحَمَّدٍ قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ فَخَرَجَ أَبُو مُحَمَّدٍ بَعْدَ وَفَاتِهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ‏

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ يَسَارِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ كُنْتُ حَاضِراً أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام لَمَّا تُوُفِّيَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ فَقَالَ لِلْحَسَنِ يَا بُنَيَّ أَحْدِثْ لِلَّهِ شُكْراً فَقَدْ أَحْدَثَ فِيكَ أَمْراً

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ الْأَنْبَارِيِّ قَالَ كُنْتُ حَاضِراً عِنْدَ مُضِيِّ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ علیه السلام فَجَاءَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَوُضِعَ لَهُ كُرْسِيٌّ فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَ حَوْلَهُ أَهْلُ بَيْتِهِ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُهُ قَائِمٌ فِي نَاحِيَةٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَمْرِ أَبِي جَعْفَرٍ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ يَا بُنَيَّ أَحْدِثْ لِلَّهِ شُكْراً فَقَدْ أَحْدَثَ فِيكَ أَمْراً

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ علیه السلام إِنْ كَانَ كَوْنٌ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ فَإِلَى مَنْ قَالَ عَهْدِي إِلَى الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِي يَعْنِي الْحَسَنَ ع‏

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسْتَرْآبَادِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو الْعَطَّارِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام وَ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ يُحَيَّا وَ أَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ هُوَ الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ أَخُصُّ مِنْ وُلْدِكَ فَقَالَ لَا تَخُصُّوا أَحَداً حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيْكُمْ أَمْرِي قَالَ فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ بَعْدُ فِيمَنْ يَكُونُ‏ هَذَا الْأَمْرُ قَالَ فَكَتَبَ إِلَيَّ فِي الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِي قَالَ وَ كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام أَكْبَرَ مِنْ جَعْفَرٍ

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَ غَيْرِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِنْهُمُ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَفْطَسُ أَنَّهُمْ حَضَرُوا يَوْمَ تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ دَارَ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام وَ قَدْ بُسِطَ لَهُ فِي صَحْنِ دَارِهِ وَ النَّاسُ جُلُوسٌ حَوْلَهُ فَقَالُوا قَدَّرْنَا أَنْ يَكُونَ حَوْلَهُ مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ وَ بَنِي الْعَبَّاسِ وَ قُرَيْشٍ مِائَةٌ وَ خَمْسُونَ رَجُلًا سِوَى مَوَالِيهِ وَ سَائِرِ النَّاسِ إِذْ نَظَرَ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ علیه السلام وَ قَدْ جَاءَ مَشْقُوقَ الْجَيْبِ حَتَّى قَامَ عَنْ يَمِينِهِ وَ نَحْنُ لَا نَعْرِفُهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بَعْدَ سَاعَةٍ مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ أَحْدِثْ لِلَّهِ شُكْراً فَقَدْ أَحْدَثَ فِيكَ أَمْراً فَبَكَى الْحَسَنُ علیه السلام وَ اسْتَرْجَعَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ إِيَّاهُ أَسْأَلُ تَمَامَ نِعَمِهِ عَلَيْنَا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِيلَ لَنَا هَذَا الْحَسَنُ ابْنُهُ فَقَدَّرْنَا لَهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ عِشْرِينَ سَنَةً وَ نَحْوَهَا فَيَوْمَئِذٍ عَرَفْنَاهُ وَ عَلِمْنَا أَنَّهُ قَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ بِالْإِمَامَةِ وَ أَقَامَهُ مَقَامَهُ‏

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي جَعْفَرٍ ابْنِهِ فَعَزَّيْتُهُ عَنْهُ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ جَالِسٌ فَبَكَى أَبُو مُحَمَّدٍ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ جَعَلَ فِيكَ خَلَفاً مِنْهُ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ‏

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ‏ علیه السلام بَعْدَ مَا مَضَى ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ إِنِّي لَأُفَكِّرُ فِي نَفْسِي أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ كَأَنَّهُمَا أَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَبَا مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْوَقْتِ كَأَبِي الْحَسَنِ مُوسَى وَ إِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ إِنَّ قِصَّتَهُمَا كَقِصَّتِهِمَا فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ قَبْلَ أَنْ أَنْطِقَ فَقَالَ نَعَمْ يَا أَبَا هَاشِمٍ بَدَا لِلَّهِ فِي أَبِي مُحَمَّدٍ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ مَا لَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ لَهُ كَمَا بَدَا لَهُ فِي مُوسَى بَعْدَ مُضِيِّ إِسْمَاعِيلَ مَا كُشِفَ بِهِ عَنْ حَالِهِ وَ هُوَ كَمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ وَ إِنْ كَرِهَ الْمُبْطِلُونَ أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِي الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِي عِنْدَهُ عِلْمُ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ وَ مَعَهُ آلَةُ الْإِمَامَةِ

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْفَهْفَكِيِّ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِي أَصَحُّ آلِ مُحَمَّدٍ غَرِيزَةً وَ أَوْثَقُهُمْ حُجَّةً وَ هُوَ الْأَكْبَرُ مِنْ وُلْدِي وَ هُوَ الْخَلَفُ وَ إِلَيْهِ تَنْتَهِي عُرَى الْإِمَامَةِ وَ أَحْكَامُهَا فَمَا كُنْتَ سَائِلِي عَنْهُ فَاسْأَلْهُ عَنْهُ فَعِنْدَهُ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ‏

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ شَاهَوَيْهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏

قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِي كِتَابٍ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ عَنِ الْخَلَفِ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ وَ قَلِقْتَ لِذَلِكَ فَلَا تَقْلَقْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ صَاحِبُكَ أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِي وَ عِنْدَهُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ يُقَدِّمُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَ يُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ وَ ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها وَ فِي هَذَا بَيَانٌ وَ إِقْنَاعٌ لِذِي عَقْلٍ يَقْظَانَ‏

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِيِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام يَقُولُ الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِي الْحَسَنُ فَكَيْفَ لَكُمْ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِ الْخَلَفِ فَقُلْتُ وَ لِمَ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ فَقَالَ إِنَّكُمْ لَا تَرَوْنَ شَخْصَهُ وَ لَا يَحِلُّ لَكُمْ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ فَقُلْتُ فَكَيْفَ نَذْكُرُهُ فَقَالَ قُولُوا الْحُجَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ع‏

و الأخبار في هذا الباب كثيرة يطول بها الكتاب‏

 [فصل شذرات من فضائل الإمام الحسن العسكري علیه السلام و مناقبه و معاجزه‏]

 (باب ذكر طرف من أخبار أبي محمد علیه السلام و مناقبه و آياته و معجزاته)

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَ غَيْرُهُمَا قَالُوا: كَانَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَاقَانَ عَلَى الضِّيَاعِ وَ الْخَرَاجِ بِقُمَّ فَجَرَى فِي مَجْلِسِهِ يَوْماً ذِكْرُ الْعَلَوِيَّةِ وَ مَذَاهِبِهِمْ وَ كَانَ شَدِيدَ النَّصْبِ وَ الِانْحِرَافِ عَنْ أَهْلِ الْبَيْتِ علیه السلام فَقَالَ مَا رَأَيْتُ وَ لَا عَرَفْتُ بِسُرَّمَنْ‏رَأَى مِنَ الْعَلَوِيَّةِ مِثْلَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا فِي هَدْيِهِ وَ سُكُونِهِ وَ عَفَافِهِ وَ نُبْلِهِ وَ كِبْرَتِهِ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ بَنِي هَاشِمٍ كَافَّةً وَ تَقْدِيمِهِمْ إِيَّاهُ عَلَى ذَوِي السِّنِّ مِنْهُمْ وَ الْخَطَرِ وَ كَذَلِكَ كَانَتْ حَالُهُ عِنْدَ الْقُوَّادِ وَ الْوُزَرَاءِ وَ عَامَّةِ النَّاسِ.

فَأَذْكُرُ أَنَّنِي كُنْتُ يَوْماً قَائِماً عَلَى رَأْسِ أَبِي وَ هُوَ يَوْمُ مَجْلِسِهِ لِلنَّاسِ إِذْ دَخَلَ حُجَّابُهُ فَقَالُوا أَبُو مُحَمَّدِ ابْنُ الرِّضَا بِالْبَابِ فَقَالَ بِصَوْتٍ عَالٍ ائْذَنُوا لَهُ فَتَعَجَّبْتُ مِمَّا سَمِعْتُ مِنْهُمْ وَ مِنْ جَسَارَتِهِمْ أَنْ يُكَنُّوا رَجُلًا بِحَضْرَةِ أَبِي وَ لَمْ يَكُنْ يُكَنَّى عِنْدَهُ إِلَّا خَلِيفَةٌ أَوْ وَلِيُّ عَهْدٍ أَوْ مَنْ أَمَرَ السُّلْطَانُ أَنْ يُكَنَّى فَدَخَلَ رَجُلٌ أَسْمَرُ حَسَنُ الْقَامَةِ جَمِيلُ الْوَجْهِ جَيِّدُ الْبَدَنِ حَدِيثُ السِّنِّ لَهُ جَلَالَةٌ وَ هَيْئَةٌ حَسَنَةٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَبِي قَامَ فَمَشَى إِلَيْهِ خُطًى وَ لَا أَعْلَمُهُ فَعَلَ هَذَا بِأَحَدٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادِ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ عَانَقَهُ وَ قَبَّلَ وَجْهَهُ وَ صَدْرَهُ وَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ أَجْلَسَهُ عَلَى مُصَلَّاهُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ وَ جَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ مُقْبِلًا عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَ جَعَلَ يُكَلِّمُهُ وَ يُفَدِّيهِ بِنَفْسِهِ وَ أَنَا مُتَعَجِّبٌ مِمَّا أَرَى مِنْهُ إِذْ دَخَلَ الْحَاجِبُ فَقَالَ الْمُوَفَّقُ قَدْ جَاءَ وَ كَانَ الْمُوَفَّقُ إِذَا دَخَلَ عَلَى أَبِي يُقَدِّمَهُ حُجَّابُهُ وَ خَاصَّةُ قُوَّادِهِ فَقَامُوا بَيْنَ مَجْلِسِ أَبِي وَ بَيْنَ بَابِ الدَّارِ سِمَاطَيْنِ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ وَ يَخْرُجَ فَلَمْ يَزَلْ أَبِي مُقْبِلًا عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُهُ حَتَّى نَظَرَ إِلَى غِلْمَانِ الْخَاصَّةِ فَقَالَ حِينَئِذٍ لَهُ إِذَا شِئْتَ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ ثُمَّ قَالَ لِحُجَّابِهِ خُذُوا بِهِ خَلْفَ السِّمَاطَيْنِ لَا يَرَاهُ هَذَا يَعْنِي الْمُوَفَّقَ فَقَامَ وَ قَامَ أَبِي فَعَانَقَهُ وَ مَضَى.

فَقُلْتُ لِحُجَّابِ أَبِي وَ غِلْمَانِهِ وَيْلَكُمْ مَنْ هَذَا الَّذِي كَنَّيْتُمُوهُ بِحَضْرَةِ أَبِي وَ فَعَلَ بِهِ أَبِي هَذَا الْفِعْلَ فَقَالُوا هَذَا عَلَوِيٌّ يُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُعْرَفُ بِابْنِ الرِّضَا فَازْدَدْتُ تَعَجُّباً وَ لَمْ أَزَلْ يَوْمِي ذَلِكَ قَلِقاً مُفَكِّراً فِي أَمْرِهِ وَ أَمْرِ أَبِي وَ مَا رَأَيْتُهُ مِنْهُ حَتَّى كَانَ اللَّيْلُ وَ كَانَتْ عَادَتُهُ أَنْ يُصَلِّيَ الْعَتَمَةَ ثُمَّ يَجْلِسَ فَيَنْظُرَ فِيمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الْمُؤَامَرَاتِ وَ مَا يَرْفَعُهُ إِلَى السُّلْطَانِ فَلَمَّا صَلَّى وَ جَلَسَ جِئْتُ وَ جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ لَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ فَقَالَ لِي يَا أَحْمَدُ أَ لَكَ حَاجَةٌ فَقُلْتُ نَعَمْ يَا أَبَهْ فَإِنْ أَذِنْتَ سَأَلْتُكَ عَنْهَا فَقَالَ قَدْ أَذِنْتُ قُلْتُ يَا أَبَهْ مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتُكَ بِالْغَدَاةِ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ مِنَ الْإِجْلَالِ وَ الْكَرَامَةِ وَ التَّبْجِيلِ وَ فَدَّيْتَهُ بِنَفْسِكَ وَ أَبَوَيْكَ فَقَالَ يَا بُنَيَّ ذَاكَ إِمَامُ الرَّافِضَةِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الرِّضَا ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً وَ أَنَا سَاكِتٌ ثُمَّ قَالَ يَا بُنَيَّ لَوْ زَالَتِ الْإِمَامَةُ عَنْ خُلَفَائِنَا بَنِي الْعَبَّاسِ مَا اسْتَحَقَّهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ غَيْرُهُ لِفَضْلِهِ وَ عَفَافِهِ وَ هَدْيِهِ‏ وَ صِيَانَتِهِ وَ زُهْدِهِ وَ عِبَادَتِهِ وَ جَمِيلِ أَخْلَاقِهِ وَ صَلَاحِهِ وَ لَوْ رَأَيْتَ أَبَاهُ رَأَيْتَ رَجُلًا جَزْلًا نَبِيلًا فَاضِلًا فَازْدَدْتُ قَلَقاً وَ تَفَكُّراً وَ غَيْظاً عَلَى أَبِي وَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ فِيهِ وَ رَأَيْتُ مِنْ فِعْلِهِ بِهِ فَلَمْ يَكُنْ لِي هِمَّةٌ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا السُّؤَالَ عَنْ خَبَرِهِ وَ الْبَحْثَ عَنْ أَمْرِهِ.

فَمَا سَأَلْتُ أَحَداً مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادِ وَ الْكُتَّابِ وَ الْقُضَاةِ وَ الْفُقَهَاءِ وَ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا وَجَدْتُهُ عِنْدَهُ فِي غَايَةِ الْإِجْلَالِ وَ الْإِعْظَامِ وَ الْمَحَلِّ الرَّفِيعِ وَ الْقَوْلِ الْجَمِيلِ وَ التَّقْدِيمِ لَهُ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ مَشَايِخِهِ فَعَظُمَ قَدْرُهُ عِنْدِي إِذْ لَمْ أَرَ لَهُ وَلِيّاً وَ لَا عَدُوّاً إِلَّا وَ هُوَ يُحْسِنُ الْقَوْلَ فِيهِ وَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ.

فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ فَمَا خَبَرُ أَخِيهِ جَعْفَرٍ وَ كَيْفَ كَانَ مِنْهُ فِي الْمَحَلِّ.

فَقَالَ وَ مَنْ جَعْفَرٌ فَيُسْأَلَ عَنْ خَبَرِهِ أَ وَ يُقْرَنُ بِالْحَسَنِ جَعْفَرٌ مُعْلِنُ الْفُسُوقِ فَاجِرٌ شِرِّيبٌ لِلْخُمُورِ أَقَلُّ مَنْ رَأَيْتُهُ مِنَ الرِّجَالِ وَ أَهْتَكُهُمْ لِنَفْسِهِ خَفِيفٌ قَلِيلٌ فِي نَفْسِهِ وَ لَقَدْ وَرَدَ عَلَى السُّلْطَانِ وَ أَصْحَابِهِ فِي وَقْتِ وَفَاةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ مَا تَعَجَّبْتُ مِنْهُ وَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكُونُ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا اعْتَلَّ بُعِثَ إِلَى أَبِي أَنَّ ابْنَ الرِّضَا قَدِ اعْتَلَّ فَرَكِبَ مِنْ سَاعَتِهِ إِلَى دَارِ الْخِلَافَةِ ثُمَّ رَجَعَ مُسْتَعْجِلًا وَ مَعَهُ خَمْسَةٌ مِنْ خَدَمِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كُلُّهُمْ مِنْ ثِقَاتِهِ وَ خَاصَّتِهِ فِيهِمْ نِحْرِيرٌ وَ أَمَرَهُمْ بِلُزُومِ دَارِ الْحَسَنِ وَ تَعَرُّفِ خَبَرِهِ وَ حَالِهِ وَ بَعَثَ إِلَى نَفَرٍ مِنَ الْمُتَطَبِّبِينَ فَأَمَرَهُمْ بِالاخْتِلَافِ إِلَيْهِ وَ تَعَهُّدِهِ صَبَاحَ مَسَاءٍ.

فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ أُخْبِرَ أَنَّهُ قَدْ ضَعُفَ فَأَمَرَ الْمُتَطَبِّبِينَ بِلُزُومِ دَارِهِ وَ بَعَثَ إِلَى قَاضِي الْقُضَاةِ فَأَحْضَرَهُ مَجْلِسَهُ وَ أَمَرَهُ أَنْ يَخْتَارَ عَشَرَةً مِمَّنْ يُوثَقُ بِهِ فِي دِينِهِ وَ وَرَعِهِ وَ أَمَانَتِهِ فَأَحْضَرَهُمْ فَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى دَارِ الْحَسَنِ وَ أَمَرَهُمْ بِلُزُومِهِ لَيْلًا وَ نَهَاراً فَلَمْ يَزَالُوا هُنَاكَ حَتَّى تُوُفِّيَ علیه السلام فَلَمَّا ذَاعَ خَبَرُ وَفَاتِهِ صَارَتْ سُرَّمَنْ‏رَأَى ضَجَّةً وَاحِدَةً وَ عُطِّلَتِ الْأَسْوَاقُ وَ رَكِبَ بَنُو هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادُ وَ سَائِرُ النَّاسِ إِلَى جَنَازَتِهِ فَكَانَتْ سُرَّمَنْ‏رَأَى يَوْمَئِذٍ شَبِيهاً بِالْقِيَامَةِ فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ تَهْيِئَتِهِ بَعَثَ السُّلْطَانُ إِلَى أَبِي عِيسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ يَأْمُرُهُ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَلَمَّا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ دَنَا أَبُو عِيسَى مِنْهُ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَعَرَضَهُ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الْعَلَوِيَّةِ وَ الْعَبَّاسِيَّةِ وَ الْقُوَّادِ وَ الْكُتَّابِ وَ الْقُضَاةِ وَ الْمُعَدَّلِينَ وَ قَالَ هَذَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ عَلَى فِرَاشِهِ وَ حَضَرَهُ مِنْ خَدَمِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ثِقَاتِهِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ مِنَ الْقُضَاةِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ مِنَ الْمُتَطَبِّبِينَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ ثُمَّ غَطَّى وَجْهَهُ وَ صَلَّى عَلَيْهِ وَ أَمَرَ بِحَمْلِهِ.

وَ لَمَّا دُفِنَ جَاءَ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ أَخُوهُ إِلَى أَبِي فَقَالَ اجْعَلْ لِي مَرْتَبَةَ أَخِي وَ أَنَا أُوصِلُ إِلَيْكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ فَزَبَرَهُ أَبِي وَ أَسْمَعَهُ مَا كَرِهَ وَ قَالَ لَهُ يَا أَحْمَقُ السُّلْطَانُ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَهُ جَرَّدَ سَيْفَهُ فِي الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّ أَبَاكَ وَ أَخَاكَ أَئِمَّةٌ لِيَرُدَّهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهُ ذَلِكَ فَإِنْ كُنْتَ عِنْدَ شِيعَةِ أَبِيكَ وَ أَخِيكَ إِمَاماً فَلَا حَاجَةَ بِكَ إِلَى السُّلْطَانِ لِيُرَتِّبَكَ مَرَاتِبَهُمْ وَ لَا غَيْرِ السُّلْطَانِ وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ عِنْدَهُمْ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ لَمْ تَنَلْهَا بِنَا فَاسْتَقَلَّهُ أَبِي‏ عِنْدَ ذَلِكَ وَ اسْتَضْعَفَهُ وَ أَمَرَ أَنْ يُحْجَبَ عَنْهُ فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ فِي الدُّخُولِ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ أَبِي وَ خَرَجْنَا وَ هُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ وَ السُّلْطَانُ يَطْلُبُ أَثَراً لِوُلْدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى الْيَوْمِ وَ هُوَ لَا يَجِدُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا وَ شِيعَتُهُ مُقِيمُونَ عَلَى أَنَّهُ مَاتَ وَ خَلَّفَ وَلَداً يَقُومُ مَقَامَهُ فِي الْإِمَامَةِ

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ كَتَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ إِلَى أَبِي الْقَاسِمِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ الزُّبَيْرِيِّ قَبْلَ مَوْتِ الْمُعْتَزِّ بِنَحْوٍ مِنْ عِشْرِينَ يَوْماً الْزَمْ بَيْتَكَ حَتَّى يَحْدُثَ الْحَادِثُ فَلَمَّا قُتِلَ تُرُنْجَةُ [بُرَيْحَةُ كَتَبَ إِلَيْهِ قَدْ حَدَثَ الْحَادِثُ فَمَا تَأْمُرُنِي فَكَتَبَ إِلَيْهِ لَيْسَ هَذَا الْحَادِثُ الْحَادِثَ الْآخِرَ فَكَانَ مِنَ الْمُعْتَزِّ مَا كَانَ قَالَ وَ كَتَبَ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ بِقَتْلِ [ابْنِ‏] مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ قَبْلَ قَتْلِهِ بِعَشَرَةِ أَيَّامٍ فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ قُتِلَ‏

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْكُرْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ ضَاقَ بِنَا الْأَمْرُ فَقَالَ لِي أَبِي امْضِ بِنَا حَتَّى نَصِيرَ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ يَعْنِي أَبَا مُحَمَّدٍ فَإِنَّهُ قَدْ وُصِفَ عَنْهُ سَمَاحَةٌ فَقُلْتُ تَعْرِفُهُ قَالَ مَا أَعْرِفُهُ وَ لَا رَأَيْتُهُ قَطُّ قَالَ فَقَصَدْنَاهُ فَقَالَ لِي أَبِي وَ هُوَ فِي طَرِيقِهِ مَا أَحْوَجَنَا إِلَى أَنْ يَأْمُرَ لَنَا بِخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ لِلْكِسْوَةِ وَ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ لِلدَّقِيقِ وَ مِائَةِ دِرْهَمٍ لِلنَّفَقَةِ وَ قُلْتُ فِي نَفْسِي لَيْتَهُ أَمَرَ لِي بِثَلَاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ مِائَةٍ أَشْتَرِي بِهَا حِمَاراً وَ مِائَةٍ لِلنَّفَقَةِ وَ مِائَةٍ لِلْكِسْوَةِ فَأَخْرُجَ إِلَى الْجَبَلِ قَالَ فَلَمَّا وَافَيْنَا الْبَابَ خَرَجَ إِلَيْنَا غُلَامُهُ فَقَالَ يَدْخُلُ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَ مُحَمَّدٌ ابْنُهُ فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ وَ سَلَّمْنَا قَالَ لِأَبِي يَا عَلِيُّ مَا خَلَّفَكَ عَنَّا إِلَى هَذَا الْوَقْتِ قَالَ يَا سَيِّدِي اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَلْقَاكَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ جَاءَنَا غُلَامُهُ فَنَاوَلَ أَبِي صُرَّةً وَ قَالَ هَذِهِ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ مِائَتَانِ لِلْكِسْوَةِ وَ مِائَتَانِ لِلدَّقِيقِ وَ مِائَةٌ لِلنَّفَقَةِ وَ أَعْطَانِي صُرَّةً وَ قَالَ هَذِهِ ثَلَاثُمِائَةِ دِرْهَمٍ فَاجْعَلْ مِائَةً فِي ثَمَنِ حِمَارٍ وَ مِائَةً لِلْكِسْوَةِ وَ مِائَةً لِلنَّفَقَةِ وَ لَا تَخْرُجْ إِلَى الْجَبَلِ وَ صِرْ إِلَى سُورَاءَ قَالَ فَصَارَ إِلَى سُورَاءَ وَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْهَا فَدَخْلُهُ الْيَوْمَ أَلْفَا دِينَارٍ وَ مَعَ هَذَا يَقُولُ بِالْوَقْفِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُرْدِيُّ فَقُلْتُ لَهُ وَيْحَكَ أَ تُرِيدُ أَمْراً أَبْيَنَ مِنْ هَذَا.

قَالَ فَقَالَ صَدَقْتَ وَ لَكِنَّا عَلَى أَمْرٍ قَدْ جَرَيْنَا عَلَيْهِ‏

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ كُنْتُ مَعَ أَبِي بِسُرَّمَنْ‏رَأَى وَ كَانَ أَبِي يَتَعَاطَى الْبَيْطَرَةَ فِي مَرْبِطِ أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ وَ كَانَ عِنْدَ الْمُسْتَعِينِ بَغْلٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ حُسْناً وَ كِبْراً وَ كَانَ يَمْنَعُ ظَهْرَهُ وَ اللِّجَامَ وَ قَدْ كَانَ جَمَعَ عَلَيْهِ الرُّوَّاضَ فَلَمْ تَكُنْ لَهُمْ حِيلَةٌ فِي رُكُوبِهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ نُدَمَائِهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَ لَا تَبْعَثُ إِلَى الْحَسَنِ ابْنِ الرِّضَا حَتَّى يَجِي‏ءَ فَإِمَّا أَنْ يَرْكَبَهُ وَ إِمَّا أَنْ يَقْتُلَهُ قَالَ فَبَعَثَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ وَ مَضَى مَعَهُ أَبِي قَالَ فَلَمَّا دَخَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارَ كُنْتُ مَعَ أَبِي فَنَظَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ إِلَى الْبَغْلِ وَاقِفاً فِي صَحْنِ الدَّارِ فَعَدَلَ إِلَيْهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَفَلِهِ‏ قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَى الْبَغْلِ وَ قَدْ عَرِقَ حَتَّى سَالَ الْعَرَقُ مِنْهُ ثُمَّ صَارَ إِلَى الْمُسْتَعِينِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَحَّبَ بِهِ وَ قَرَّبَ وَ قَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَلْجِمْ هَذَا الْبَغْلَ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ لِأَبِي أَلْجِمْهُ يَا غُلَامُ فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَعِينُ أَلْجِمْهُ أَنْتَ فَوَضَعَ أَبُو مُحَمَّدٍ طَيْلَسَانَهُ ثُمَّ قَامَ فَأَلْجَمَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَجْلِسِهِ وَ جَلَسَ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَسْرِجْهُ فَقَالَ لِأَبِي يَا غُلَامُ أَسْرِجْهُ فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَعِينُ أَسْرِجْهُ أَنْتَ فَقَامَ ثَانِيَةً فَأَسْرَجَهُ وَ رَجَعَ فَقَالَ لَهُ تَرَى أَنْ تَرْكَبَهُ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ نَعَمْ فَرَكِبَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَمْتَنِعَ عَلَيْهِ ثُمَّ رَكَضَهُ فِي الدَّارِ ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَى الْهَمْلَجَةِ فَمَشَى أَحْسَنَ مَشْيٍ يَكُونُ ثُمَّ رَجَعَ فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَعِينُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَيْفَ رَأَيْتَهُ قَالَ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ حُسْناً وَ فَرَاهَةً فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَعِينُ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ حَمَلَكَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ لِأَبِي يَا غُلَامُ خُذْهُ فَأَخَذَهُ أَبِي فَقَادَهُ‏

وَ رَوَى أَبُو عَلِيِّ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ شَكَوْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ علیه السلام الْحَاجَةَ فَحَكَ‏ بِسَوْطِهِ الْأَرْضَ فَأَخْرَجَ مِنْهَا سَبِيكَةً فِيهَا نَحْوَ الْخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ فَقَالَ خُذْهَا يَا أَبَا هَاشِمٍ وَ أَعْذِرْنَا

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْمُطَهَّرِيِّ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ مِنَ الْقَادِسِيَّةِ يُعْلِمُهُ انْصِرَافَ النَّاسِ عَنِ الْمُضِيِّ إِلَى الْحَجِّ وَ أَنَّهُ يَخَافُ الْعَطَشَ إِنْ مَضَى فَكَتَبَ علیه السلام امْضُوا فَلَا خَوْفَ عَلَيْكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَمَضَى مَنْ بَقِيَ سَالِمِينَ وَ لَمْ يَجِدُوا عَطَشاً

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ الْيَمَانِيِّ قَالَ نَزَلَ بِالْجَعْفَرِيِّ مِنْ آلِ جَعْفَرٍ خَلْقٌ كَثِيرٌ لَا قِبَلَ لَهُ بِهِمْ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام يَشْكُو ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ تُكْفَوْنَهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فِي نَفَرٍ يَسِيرٍ وَ الْقَوْمُ يَزِيدُونَ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفَ نَفْسٍ وَ هُوَ فِي أَقَلَّ مِنْ أَلْفٍ فَاسْتَبَاحَهُمْ‏

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَلَوِيِّ قَالَ حُبِسَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أوتامش [أَوْتَاشٍ وَ كَانَ شَدِيدَ الْعَدَاوَةِ لِآلِ مُحَمَّدٍ علیه السلام ‏

غَلِيظاً عَلَى آلِ أَبِي طَالِبٍ وَ قِيلَ لَهُ افْعَلْ بِهِ وَ افْعَلْ قَالَ فَمَا أَقَامَ إِلَّا يَوْماً حَتَّى وَضَعَ خَدَّيْهِ لَهُ وَ كَانَ لَا يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَيْهِ إِجْلَالًا لَهُ وَ إِعْظَاماً وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ أَحْسَنُ النَّاسِ بَصِيرَةً وَ أَحْسَنُهُمْ قَوْلًا فِيهِ‏

وَ رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ النَّخَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ قَالَ شَكَوْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام ضِيقَ الْحَبْسِ وَ كَلَبَ الْقَيْدِ فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنْتَ مُصَلِّي الْيَوْمَ الظُّهْرَ فِي مَنْزِلِكَ فَأُخْرِجْتُ وَقْتَ الظُّهْرِ فَصَلَّيْتُ فِي مَنْزِلِي كَمَا قَالَ وَ كُنْتُ مُضَيَّقاً فَأَرَدْتُ أَنْ أَطْلُبَ مِنْهُ مَعُونَةً فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبْتُهُ فَاسْتَحْيَيْتُ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَجَّهَ لِي بِمِائَةِ دِينَارٍ وَ كَتَبَ إِلَيَّ إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَلَا تَسْتَحْيِ وَ لَا تَحْتَشِمْ وَ اطْلُبْهَا تَأْتِكَ عَلَى مَا تُحِبُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ‏

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَقْرَعِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ نُصَيْرٌ الْخَادِمُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام غَيْرَ مَرَّةٍ يُكَلِّمُ‏

غِلْمَانَهُ بِلُغَاتِهِمْ وَ فِيهِمْ تُرْكٌ وَ رُومٌ وَ صَقَالِبَةٌ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ قُلْتُ هَذَا وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ وَ لَمْ يَظْهَرْ لِأَحَدٍ حَتَّى مَضَى أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ لَا رَآهُ أَحَدٌ فَكَيْفَ هَذَا أُحَدِّثُ نَفْسِي بِذَلِكَ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ أَبَانَ حُجَّتَهُ مِنْ سَائِرِ خَلْقِهِ وَ أَعْطَاهُ مَعْرِفَةَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فَهُوَ يَعْرِفُ اللُّغَاتِ وَ الْأَسْبَابَ وَ الْحَوَادِثَ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحُجَّةِ وَ الْمَحْجُوجِ فَرْقٌ‏

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ طَرِيفٍ قَالَ اخْتَلَجَ فِي صَدْرِي مَسْأَلَتَانِ أَرَدْتُ الْكِتَابَ بِهِمَا إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام فَكَتَبْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الْقَائِمِ إِذَا قَامَ بِمَ يَقْضِي وَ أَيْنَ مَجْلِسُهُ الَّذِي يَقْضِي فِيهِ بَيْنَ النَّاسِ وَ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ شَيْ‏ءٍ لِحُمَّى الرِّبْعِ فَأَغْفَلْتُ ذِكْرَ الْحُمَّى فَجَاءَ الْجَوَابُ سَأَلْتَ عَنِ الْقَائِمِ وَ إِذَا قَامَ قَضَى بَيْنَ النَّاسِ بِعِلْمِهِ كَقَضَاءِ دَاوُدَ لَا يَسْأَلُ الْبَيِّنَةَ وَ كُنْتَ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ عَنْ حُمَّى الرِّبْعِ فَأُنْسِيتَ فَاكْتُبْ فِي وَرَقَةٍ وَ عَلِّقْهُ عَلَى الْمَحْمُومِ يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى‏ إِبْراهِيمَ فَكَتَبْتُ ذَلِكَ وَ عَلَّقْتُهُ عَلَى الْمَحْمُومِ فَأَفَاقَ وَ بَرَأَ

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ قَعَدْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ فَلَمَّا مَرَّ بِي شَكَوْتُ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ وَ حَلَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ وَ لَا غَدَاءٌ وَ لَا عَشَاءٌ قَالَ فَقَالَ تَحْلِفُ بِاللَّهِ كَاذِباً وَ قَدْ دَفَنْتَ مِائَتَيْ دِينَارٍ وَ لَيْسَ قَوْلِي هَذَا دَفْعاً لَكَ عَنِ الْعَطِيَّةِ أَعْطِهِ يَا غُلَامُ مَا مَعَكَ فَأَعْطَانِي غُلَامُهُ مِائَةَ دِينَارٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ لِي إِنَّكَ تُحْرَمُ الدَّنَانِيرَ الَّتِي دَفَنْتَهَا أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهَا وَ صَدَقَ علیه السلام وَ ذَلِكَ أَنَّنِي أَنْفَقْتُ مَا وَصَلَنِي بِهِ وَ اضْطُرِرْتُ ضَرُورَةً شَدِيدَةً إِلَى شَيْ‏ءٍ أُنْفِقُهُ وَ انْغَلَقَتْ عَلَيَّ أَبْوَابُ الرِّزْقِ فَنَبَشْتُ عَنِ الدَّنَانِيرِ الَّتِي كُنْتُ دَفَنْتُهَا فَلَمْ أَجِدْهَا فَنَظَرْتُ فَإِذَا ابْنُ عَمٍّ لِي قَدْ عَرَفَ مَوْضِعَهَا فَأَخَذَهَا وَ هَرَبَ فَمَا قَدَرْتُ مِنْهَا عَلَى شَيْ‏ءٍ

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ كَانَ لِي فَرَسٌ وَ كُنْتُ بِهِ مُعْجَباً أُكْثِرُ ذِكْرَهُ فِي الْمَجَالِسِ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام يَوْماً فَقَالَ مَا فَعَلَ فَرَسُكَ فَقُلْتُ هُوَ عِنْدِي وَ هُوَ ذَا هُوَ عَلَى بَابِكَ الْآنَ نَزَلْتُ عَنْهُ فَقَالَ لِي اسْتَبْدِلْ بِهِ قَبْلَ الْمَسَاءِ إِنْ قَدَرْتَ عَلَى مُشْتَرٍ وَ لَا تُؤَخِّرْ ذَلِكَ‏ وَ دَخَلَ عَلَيْنَا دَاخِلٌ فَانْقَطَعَ الْكَلَامُ فَقُمْتُ مُفَكِّراً وَ مَضَيْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَأَخْبَرْتُ أَخِي فَقَالَ لِي مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ فِي هَذَا وَ شَحَحْتُ بِهِ وَ نَفِسْتُ عَلَى النَّاسِ بِبَيْعِهِ وَ أَمْسَيْنَا فَلَمَّا صَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ جَاءَنِي السَّائِسُ فَقَالَ يَا مَوْلَايَ نَفَقَ فَرَسُكَ السَّاعَةَ فَاغْتَمَمْتُ وَ عَلِمْتُ أَنَّهُ عَنَى هَذَا بِذَلِكَ الْقَوْلِ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام بَعْدَ أَيَّامٍ وَ أَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي لَيْتَهُ أَخْلَفَ عَلَيَّ دَابَّةً فَلَمَّا جَلَسْتُ قَالَ قَبْلَ أَنْ أُحَدِّثَ بِشَيْ‏ءٍ نَعَمْ نُخْلِفُ عَلَيْكَ يَا غُلَامُ أَعْطِهِ بِرْذَوْنِيَ الْكُمَيْتَ ثُمَّ قَالَ هَذَا خَيْرٌ مِنْ فَرَسِكَ وَ أَوْطَأُ وَ أَطْوَلُ عُمُراً

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام حِينَ أَخَذَ الْمُهْتَدِي فِي قَتْلِ الْمَوَالِي يَا سَيِّدِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي شَغَلَهُ عَنَّا فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَتَهَدَّدُكَ وَ يَقُولُ وَ اللَّهِ لَأُجْلِيَنَّهُمْ عَنْ جَدَدِ [جَدِيدِ الْأَرْضِ فَوَقَّعَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام بِخَطِّهِ ذَلِكَ أَقْصَرُ لِعُمُرِهِ عُدَّ مِنْ يَوْمِكَ هَذَا خَمْسَةَ أَيَّامٍ وَ يُقْتَلُ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ بَعْدَ هَوَانٍ وَ اسْتِخْفَافٍ يَمُرُّ بِهِ وَ كَانَ كَمَا قَالَ علیه السلام

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ دَخَلَ الْعَبَّاسِيُّونَ عَلَى صَالِحِ بْنِ وَصِيفٍ عِنْدَ مَا حُبِسَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالُوا لَهُ ضَيِّقْ عَلَيْهِ وَ لَا تُوَسِّعْ فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ مَا أَصْنَعُ بِهِ قَدْ وَكَّلْتُ بِهِ رَجُلَيْنِ شَرَّ مَنْ قَدَرْتُ عَلَيْهِ فَقَدْ صَارَا مِنَ الْعِبَادَةِ وَ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ إِلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ ثُمَّ أَمَرَ بِإِحْضَارِ الْمُوَكَّلَيْنِ فَقَالَ لَهُمَا وَيْحَكُمَا مَا شَأْنُكُمَا فِي أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ فَقَالا لَهُ مَا نَقُولُ فِي رَجُلٍ يَصُومُ النَّهَارَ وَ يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ وَ لَا يَتَشَاغَلُ بِغَيْرِ الْعِبَادَةِ فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْنَا ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُنَا وَ دَاخَلَنَا مَا لَا نَمْلِكُهُ مِنْ أَنْفُسِنَا فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْعَبَّاسِيُّونَ انْصَرَفُوا خَاسِئِينَ‏

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالُوا: سُلِّمَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام إِلَى نِحْرِيرٍ وَ كَانَ يُضَيِّقُ عَلَيْهِ وَ يُؤْذِيهِ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَنْ فِي مَنْزِلِكَ وَ ذَكَرَتْ لَهُ صَلَاحَهُ وَ عِبَادَتَهُ وَ قَالَتْ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ مِنْهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَأَرْمِيَنَّهُ بَيْنَ السِّبَاعِ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ فِي ذَلِكَ فَأُذِنَ لَهُ فَرَمَى بِهِ إِلَيْهَا وَ لَمْ‏ يَشُكُّوا فِي أَكْلِهَا لَهُ فَنَظَرُوا إِلَى الْمَوْضِعِ لِيَعْرِفُوا الْحَالَ فَوَجَدُوهُ علیه السلام قَائِماً يُصَلِّي وَ هِيَ حَوْلَهُ فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ إِلَى دَارِهِ.

و الروايات في هذا المعنى كثيرة و فيما أثبتناه منها كفاية فيما نحوناه إن شاء الله تعالى‏

 [فصل شهادة الإمام الحسن العسكري علیه السلام و أولاده‏]

 (باب ذكر وفاة أبي محمد الحسن بن علي علیه السلام و موضع قبره و ذكر ولده)

وَ مَرِضَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ وَ مَاتَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ فِي السَّنَةِ الْمَذْكُورَةِ وَ لَهُ يَوْمَ وَفَاتِهِ ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ دُفِنَ فِي الْبَيْتِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ مِنْ دَارِهِمَا بِسُرَّمَنْ‏رَأَى.

وَ خَلَّفَ ابْنَهُ الْمُنْتَظَرَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ وَ كَانَ قَدْ أَخْفَى مَوْلِدَهُ وَ سَتَرَ أَمْرَهُ لِصُعُوبَةِ الْوَقْتِ وَ شِدَّةِ طَلَبِ سُلْطَانِ الزَّمَانِ لَهُ وَ اجْتِهَادِهِ فِي الْبَحْثِ عَنْ أَمْرِهِ وَ لِمَا شَاعَ مِنْ مَذْهَبِ الشِّيعَةِ الْإِمَامِيَّةِ فِيهِ وَ عُرِفَ مِنِ انْتِظَارِهِمْ لَهُ فَلَمْ يُظْهِرْ وَلَدَهُ علیه السلام فِي حَيَاتِهِ وَ لَا عَرَفَهُ الْجُمْهُورُ بَعْدَ وَفَاتِهِ.

وَ تَوَلَّى جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ أَخُو أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام أَخْذَ تَرِكَتِهِ وَ سَعَى فِي حَبْسِ جَوَارِي أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ اعْتِقَالِ حَلَائِلِهِ وَ شَنَّعَ عَلَى أَصْحَابِهِ بِانْتِظَارِهِمْ وَلَدَهُ وَ قَطْعِهِمْ بِوُجُودِهِ وَ الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ وَ أَغْرَى بِالْقَوْمِ حَتَّى أَخَافَهُمْ وَ شَرَّدَهُمْ وَ جَرَى عَلَى مُخَلَّفِي أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام بِسَبَبِ ذَلِكَ كُلُّ عَظِيمَةٍ مِنِ اعْتِقَالٍ وَ حَبْسٍ وَ تَهْدِيدٍ وَ تَصْغِيرٍ وَ اسْتِخْفَافٍ وَ ذُلٍّ وَ لَمْ يَظْفَرِ السُّلْطَانُ مِنْهُمْ بِطَائِلٍ.

وَ حَازَ جَعْفَرٌ ظَاهِرَ تَرِكَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ اجْتَهَدَ فِي الْقِيَامِ عِنْدَ الشِّيعَةِ مَقَامَهُ فَلَمْ يَقْبَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ ذَلِكَ وَ لَا اعْتَقَدَهُ فِيهِ فَصَارَ إِلَى‏ سُلْطَانِ الْوَقْتِ يَلْتَمِسُ مَرْتَبَةَ أَخِيهِ وَ بَذَلَ مَالًا جَلِيلًا وَ تَقَرَّبَ بِكُلِّ مَا ظَنَّ أَنَّهُ يَتَقَرَّبُ بِهِ فَلَمْ يَنْتَفِعْ بِشَيْ‏ءٍ مِنْ ذَلِكَ.

وَ لِجَعْفَرٍ أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى رَأَيْتُ الْإِعْرَاضَ عَنْ ذِكْرِهَا لِأَسْبَابٍ لَا يَحْتَمِلُ الْكِتَابُ شَرْحَهَا وَ هِيَ مَشْهُورَةٌ عِنْدَ الْإِمَامِيَّةِ وَ مَنْ عَرَفَ أَخْبَارَ النَّاسِ مِنَ الْعَامَّةِ وَ بِاللَّهِ أَسْتَعِين‏

 

_ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏2، ص: 314 تا ص: 337

 

و در کتاب منتهی الآمال می خوانیم:

فصل پنجم : در شهادت حضرت امام حسن عسكرى عليه السلام

علامه مجلس رحمه اللّه در ( جلاءالعيون ) فرموده : ابن بابويه رحمه اللّه و ديگران روايت كرده اند از مردى از اهل قم كه گفت : روزى حاضر شدم در مجلس ‍ احمد بن عبيداللّه بن خاقان كه از جانب خلفاء والى اوقاف و صدقات بود در قم و نهايت عداوت نسبت به اهل بيت رسالت داشت ، پس در مجلس او مذكور شد احوال سادات علوى كه در سرّ من راءى مى بودند و مذهبهاى ايشان و صلاح و فساد و قرب و منزلت ايشان نزد خليفه هر زمان . احمد بن عبيداللّه گفت كه من در سرّ من راءى نديدم از سادات علوى كسى مانند حسن بن على عسكرى عليه السلام در علم و زهد و امراء و سادات و وقار و مهابت و عفّت و حيا و شرف و قدر و منزلت نزد خلفاء و امراء و سادات و ساير بنى هاشم او را مقدم مى داشتند بر پيران خود، و صغير و كبير ايشان تعظيم او مى نمودند و همچنين وزراء و امراء و ساير اهل عسكر و اصناف خلق در اعزاز و اكرام او دقيقه اى فرو نمى گذاشتند.

من روزى در بالاى سر پدر خود ايستاده بودم در روز ديوان او، ناگاه دربانان و خدمتكاران دويدند و گفتند: ابن الّرضا عليه السلام در در خانه ايستاده است پدرم با صداى بلند گفت : رخصت دهيد او را و به مجلس در آوريد. ناگاه ديدم مردى داخل شد گندم گون و گشاده چشم و خوش قامت و نيكو روى و خوش بدن در اوّل سنّ جوانى و من در او مهابتى و جلالتى مشاهده كردم چون نظر پدرم بر او افتاد از جاى جست و به استقبال او شتافت و هرگز نديدم كه چنين كارى نسبت به احدى از بنى هاشم يا امرا خليفه يا فرزندان او بكند چون به نزديك او رسيد دست در گردن او در آورد و دستهاى او را بوسيد و دسن او ر گرفت و در جاى خود نشانيد و با ادب در خدمت او نشست و با او سخن مى گفت و از روى تعظيم او را به كنيت خطاب مى نمود و جان خود و پدر و مادر خود را فداى او مى كرد. من از مشاهده اين احال تعجّب مى كردم ناگاه دربانان گفتند موفّق كه خليفه آن زمان بود مى آيد. و قاعده چنان بود كه چون خليفه به نزد پدرم مى آمد بيشتر حاجبان و يساولان و خدمتكاران مخصوص او مى آمدند و از نزديك پدرم تا درگاه خليفه دو صف مى ايستادند تا آنكه خليفه مى آمد و بيرون مى رفت . و با وجود استماع آمدن خليفه باز پدرم روى به او داشت و با اوسخن مى گفت تا آنكه غلامان مخصوص او پيدا شدند. پس گفت : فداى تو شوم ! اكنون اگر خواهى برخيز، غلامان خود را امر كرد كه او را از پشت صف مردم ببريد كه نظر يساولان بر آن حضرت نيفتد. باز پدرم برخاست او را تعظيم كرد و ميان پيشانيش را بوسيد و او را روانه كرد و به استقبال خليفه رفت ، من از حاجبان و غلامان پدر خود پرسيدم كه اين مردكى بود كه پدرم اين قدر مبالغه در اعزاز و اكرام او نمود؟ گفتند: او مردى است از اكابر عرب حسن بن على نام دارد و معروف است به ابن الرّضا پس تعجّب من زياد گرديد و در تمام آن روز در فكر و تحيّر بودم .

چون شب پدرم به عادتى كه داشت بعد از نماز شام و خفتن نشست و مشغول ديدن كاغذها و عرايض مردم شد كه روز به خليفه عرض نمايد. من نزد او نشستم پرسيد كه حاجتى دارى ؟ گفتم : بلى ، اگر رخصت فرمايى سؤ ال كنم . چون رخصت داد گفتم : اى پدر! كى بود آن مردى كه امروز بامداد در تعظيم و اكرام او مبالغه را از حة گذرانيدى و جان خود و پدر و مادر خود را فداى او مى كردى ؟ گفت : اى فرزند! اين امام رافضيان است ، پس ساعتى ساكت شد و گفت : اى فرزند! اگر خلافت از بنى عبّاس به در رود كسى از بنى هاشم به غير آن مرد مستحقّ آن نيست ، زيرا كه او سزاوار خلافت است به سبب اتصاف او به زهد و عبادت و فضل و علم و كمال و عفّت نفس و شرافت نسب و علّو حسب و ساير صفات كماليّه ، اگر مى ديدى پدر او را مردى بود در نهايت شرافت و جلالت و فضيلت و علم و فضل و كمال ، پس از اين سخنان كه از پدرم شنيدم خشم من زياده گرديد و تفكّر و تحيّر من افزون شد.

بعد از آن پيوسته از مردم تفحّص احوال او مى نمودم ، پس نسنيدم از وزراء و كتّاب و امراء و سادان و علويان و ساير مردم به غير تعريف و توصيف و فضل و جلالت و علم و بزرگوارى او امام رافضيان است . پس قدر و منزلت او در نظر من عظيم شد و رفعت و شاءن او را دانستم ، زيرا كه از دوست و دشمن به غير نيكى و بزرگى او چيزى نشنيدم . پس مردى از اهل مجلس از او سؤ ال كند يا نام او را با نام امام حسن مقرون گرداند؟ جعفر مردى بود فاسق و فاجر وشرابخوار و بدكردار، مانند او كسى در رسوايى و بى عقلى و بدكارى نديده بودم ، پس جعفر را مذدمت بسيار كرد باز به ذكر احوال آن حضرت برگشت و گفت : به خدا سوگند! در هنگاام وفات حسن بن على عليه السلام حالتى بر خليفه و ديگران عارض شد كه من گمان نداشتم كه در وفات هيچ كس چنين امرى تواند شد.

اين واقعه چنان بود كه روزى براى پدرم خبر آوردند كه ابن الّرضا رنجور شده ، پدرم به سرعت تمام نزد خليفه رفت و خبر را به خليفه داد، خليفه پنج نفر از معتمدان و مخصوصان خود را با او همراه كرد يكى از ايشان تحرير خادم بود كه از محرمان خاصّ خليفه بود، امر كرد ايشان را كه پيوسته ملازم خانه آن حضرت باشند و بر احوال آن حضرت برود و از احوال او مطّلع گردند و طبيبى را مقرّر كرد كه هر بامداد و پسين نزد آن حضرت برود و از احوال او مطّلع باشد بعد از دور روز براى پدرم خبر آوردند كه مرض آن حضرت صعب شده است و ضعف بر او مستولى گرديده است . پس بامداد سوار شد نزد آن حضرت رفت و اطبا را امر كرد كه از خدمت آن حضرت دور نشوند و قاضى القضاة را طلبيد و گفت ده نفر از علماى مشهور را حاضر گردان كه پيوسته نزد آن حضرت باشند. ايشان اينها را براى آن مى كردند كه آن زهرى كه به آن حضرت داده بودند بر مردم معلوم نشود و نزد مردم ظاهر سازند كه كه آن حضرت به مرگ خود از دنيا رفته . پيوسته ايشان ملازم خانه آن حضرت بودند تا آنكه بعد از گذشتن چند روز از ماه ربيع الا ول آن امام مظلوم از دار فانى به سراى باقى رحلت نمود و از جور ستمكاران و مخالفان رهايى يافت .

چون خبر وفات آن حضرت در شهر سامره منتشر شد قيامتى در آن شهر برپا شد از جميع مردم صداى ناله و فغان و شيون بلند گرديد، خليفه در تفحص فرزند سعادتمند آن حضرت درآمد، جمعى را فرستاد كه بر دور خانه آن حضرت حراست نمايند و جميع حجره ها را تفحص نمايند شايد آن حضرت را بيابند و زنان قابله را فرستاد كه كنيزان آن حضرت را تفحص كنند كه مبادا حمل در ايشان باشد پس يكى از زنان گفت كه يكى از كنيزان آن جناب را احتمال حملى هست ، خليفه نحرير خادم را بر او موكل گردانيد كه بر احوال او مطلع باشد تا صدق و كذب آن سخن ظاهر شود بعد از آن متوجه تجهيز آن جناب شد. جميع اهل بازارها مطلع شدند صغير و كبير و وضيع و شريف خلايق در جنازه آن برگزيده خالق جمع آمدند. پدرم كه وزير خليفه بود با ساير وزراء و نويسندگان و اتباع خليفه و بنى هاشم و علويان به تجهيز آن امام زمان حاضر شدند و در آن روز سامره مانند صحراى قيامت بود از كثرت ناله و شيون و گريه مردم چون از غسل و كفن آن جناب فارغ شدند خليفه ابوعيسى را فرستا كه بر آن جناب نماز كند چون جنازه آن جناب را براى نماز بر زمين گذاشتند ابوعيسى به نزديك حضرت آمده و كفن را از روى مبارك دور كرد و براى رفع تهمت خليفه علويان و هاشميان و امراء و وزراء و نويسندگان و قضات و علماء و ساير اشراف و اعيان را نزديك طلبيد و گفت : بياييد و نظر كنيد كه اين حسن بن على فرزندزاده امام رضا عليه السلام است بر فراش خود به مرگ خود مرده است و كسى آسيبى به او نرسانيده است و در مدت مرض او اطباء و قضات و معتمدان و عدول حاضر بودند و بر احوال او مطلع گرديده اند و بر اين معنى شهادت مى دهند پس ‍ پيش ايستاد و بر آن حضرت نماز خواند بعد از نماز، آن جناب را در پهلوى پدر بزرگوار خود دفن كردند و بعد از آن خليفه متوجه تفحص و تجسس فرزند حضرت شد؛ زيرا شنيده بود كه فرزند آن جناب بر عالم مستولى خواهد شد و اهل باطل را منقرض خواهد كرد. چندان كه تفحص كردند چيزى از آن حضرت نيافتند و آن كنيز را كه گمان حمل به او برده بودند تا دو سال تفحص احوال او مى كردند و اثرى ظاهر نشد.

پس موافق مذهب اهل سنت ، ميراث آن حضرت را قسمت كردند براى مادر و جعفر كذاب كه برادر آن جناب بود و مادرش دعوى كرد كه من وصى اويم و نزد قاضى به ثبوت رسانيده باز خليفه در تفحص فرزند آن جناب بود و دست از تجسس بر نمى داشت . پس جعفر كذاب نزد پدر من آمد و گفت : مى خواهم منصب برادرم را به من تفويض نمايى ، من تقبل مى نمايم كه هر سال دويست هزار دينار طلا بدهم . پدرم از استماع اين سخن در خشم شد گفت : اى احمق ! منصب برادر تو منصبى نيست كه به مال و تقبل توان گرفت و سالها است كه خلفاء شمشير كشيده اند و مردم را مى كشند و زجر مى نمايند كه [مردم ] از اعتقاد به امامت پدر و برادر تو برگردند نتوانستند اگر تو نزد شيعيان مرتبه امامت دارى همه به سوى تو خواهند آمد و تو را احتياج به خليفه و ديگرى نيست و اگر نزد ايشان مرتبه اى ندارى خليفه و ديگرى اين مرتبه را براى تو تحصيل نمى توانند كرد. و پدرم به اين سخن خفت عقل و سفاهت و عدم ديانت او را دانست امر كرد ديگر او را به مجلس ‍ راه ندهند و بعد از آن به مجلس پدرم راه نيافت تا پدرم فوت شد، تا امروز خليفه تفحص از فرزند آن جناب مى كند و بر آثار او مطلع نمى شود و دست بر او نمى يابد.(59)

ابن بابويه به سند معتبر از ابوالا ديان روايت كرده است كه من خدمت حضرت امام حسن عسكرى عليه السلام را مى نمودم و نامه هاى آن جناب را به شهرها مى بردم . پس روزى در بيماريى كه در آن مرض به عالم بقاء رحلت فرمودند مرا طلبيدند و نامه اى چند نوشتند به مداين و فرمودند كه بعد از پانزده روز باز داخل سامره خواهى شد و صداى شيون از خانه من خواهى شنيد و مرا در آن وقت غسل دهند، ابوالا ديان گفت : اى سيد! هرگاه اين واقعه هائله روى دهد امر امامت با كيست ؟ فرمود: هركه جواب نامه مرا از تو طلب كند او امام است بعد از من ، گفتم : ديگر علامتى بفرما، فرمود: هر كه بر من نماز كند او جانشين من خواهد بود، گفتم : ديگر بفرما، گفت : هركه بگويد كه در هميان چه چيز است او امام شما است . ابوالا ديان گفت : مهابت حضرت مانع شد كه بپرسم كدام هميان ، پس بيرون آمدم و نامه ها را به اهل مداين رسانيدم و جوابها گرفته برگشتم چنانچه فرموده بود.

روز پانزدهم داخل سامره شدم صداى نوحه و شيون از منزل منور آن امام مطهر بلند شده بود چون به در خانه آمدم جعفر [كذاب ] را ديدم كه به در خانه نشسته و شيعيان برگرد او بر آمده اند و او را تعزيت به وفات برادر و تهنيت به امامت خود مى گويند، پس من در خاطر خود گفتم كه اگر اين امام است امامت نوع ديگر شده ، اين فاسق كى اهليت امامت دارد؛ زيرا كه پيشتر او را مى شناختم كه شراب مى خورد و قمار مى باخت و طنبور مى نواخت . پس پيش رفتم و تعزيت و تهنيت گفتم و هيچ سؤ ال از من نكرد، در اين حال ( عقيد خادم ) بيرون آمد و به جعفر كذاب خطاب كرد كه برادر تو را كفن كرده اند بيا و بر او نماز كن ، جعفر برخاست و شيعيان با او همراه شدند چون به صحن خانه رسيديم ديديم كه حضرت امام حسن عسكرى عليه السلام را كفن كرده بر روى نعش گذاشته اند پس جعفر پيش ايستاد بر برادر اطهر خود نماز كند چون خواست تكبير گويد طفلى گندم گون پيچيده موى گشاده دندانى مانند پاره ماه بيرون آمد و رداى جعفر را كشيد و گفت : اى عمو! پس بايست كه من سزاوارترم به نماز بر پدر خود از تو، پس جعفر عق ايستاد و رنگش متغير شد.

آن طفل پيش ايستاد و بر پدر بزرگوار خود نماز كرد و آن جناب را در پهلوى امام على نقى عليه السلام دفن كرد و متوجه من شد و گفت اى بصرى بده جواب نامه را كه با تو است ، پس تسليم كردم و در خاطر خود گفتم كه دو نشان از آن نشانها كه حضرت امام حسن عسكرى عليه السلام فرموده بود ظاهر شد و يك علامت مانده بيرون آمدم پس حاجز وشابه جفعر گفت : براى آنكه حجت بر او تمام كند كه او امام نيست ، گفت : كى بود آن طفل ؟ جعفر گفت : كه واللّه ! من او را هرگز نديده بودم و نمى شناختم . پس در اين حالت جماعتى از اهل قم آمدند و سؤ ال كردند از احوال حضرت امام حسن عسكرى عليه السلام چون دانستند كه وفات يافته است پرسيدند كه امامت با كيست ؟ مردم اشاره كردند به سوى جعفر، پس نزديك رفتند و تعزيت و تهنيت دادند و گفتند با ما نامه و مالى چند هست بگو كه نامه ها از چه جماعت است و مالها چه مقدار است [تا] ما تسليم كنيم . جعفر برخاست و گفت : مردم از ما علم غيب مى خواهند، در آن حال خادم بيرون آمد از جانب حضرت صاحب الا مر عليه السلام و گفت با شما نامه فلان شخص و فلان و فلان هست و هميانى هست كه در آن هزار اشرفى هست ؛ در آن ميان ده اشرف هست كه طلا را روكش كرده اند، آن جماعت نامه ها و مالها را تسليم كردند و گفتند هر كه تو را فرستاده است كه اين نامه ها و مالها را بگيرى او امام زمان است و مراد امام حسن عسكرى عليه السلام همين هميان بود. پس جعفر كذاب رفت نزد معتمد كه خليفه به ناحق آن زمان بود و اين واقعه را نقل كرد، معتمد خدمتكاران خود را فرستاد كه صيقل كنيز حضرت امام حسن عسكرى عليه السلام را گرفتند كه آن طفل را به ما نشان ده ، او انكار كرد و از او براى رفع مظنه ايشان گفت حملى دارم من از آن حضرت ، به اين سبب او را به ابن ابى الشوارب قاضى سپردند كه چون فرزند متولد شد بكشند، بناگاه عبيداللّه بن يحيى وزير مرد و صاحب الزنج در بصره خروج كرد ايشان به حال خود درماندند و كنيز از خانه قاضى به خانه خود آمد.(60)

ايضا به سند معتبر از محمّد بن حسن روايت كرده است كه حضرت امام حسن عسكرى عليه السلام در روز جمعه هشتم ماه ربيع الا ول سال دويست و شصتم از هجرت وقت نماز بامداد به سراى باقى رحلت فرمود و در همان شب نامه هاى بسيار به دست مبارك خود به اهل مدينه نوشته بود و در آن وقت نزد آن حضرت حاضر نبود مگر جاريه آن جناب كه او را ( صيقل ) مى گفتند و غلان آن جناب كه او را ( عقيد ) مى ناميدند و آن كسى كه مردم بر او مطلع نبودند يعنى حضرت صاحب الا مر عليه السلام . عقيد گفت كه در آن وقت حضرت امام حسن عليه السلام آبى طلبيد كه با مصطكى جوشانيده بودند خواست كه بياشامد، چون حاضر كرديم فرمود: اول آبى بياوريد كه نماز كنم . چون آب آورديم دستمالى در دامن خود گسترده و وضو ساخت و نماز بامداد را ادا كرد و قدح آب مصطكى كه جوشانيده بودند گرفت كه بياشامد از غايت ضعف و شدت مرض دست مباركش ‍ مى لرزيد و قدح بر دندانهاى شريفش مى خورد، چون آب را بياشاميد و صيقل قدح را گرفت روح مقدسش به عالم قدس پرواز نمود. شهادت آن حضرت به اتفاق اكثرى از محدثان و مورخان در هشتم ماه ربيع الا ول دويست و شصتم هجرت بود، شيخ طوسى در ( مصباح ) (61) اول ماه مذكور نيز گفته ، و اكثر گفته اند كه روز جمعه بود، و بضى چهارشنبه و بعضى يكشنبه نيز گفته اند، و از عمر شريف آن حضرت بيست و نه سال گذشته بود و بعضى بيست و هشت نيز گفته اند و مدت امامت آن حضرت نزديك به شش سال بود.(62)

ابن بابويه و ديگران گفته اند كه معتمد آن حضرت را به زهر شهيد نمود. و در كتاب ( عيون المعجزات ) (63) از احمد بن اسحاق روايت كرده است كه روزى به خدمت امام حسن عسكرى عليه السلام رفتم حضرت فرمود كه چگونه بود حال شما و آنچه مردم بودند از شك و ريب در باب امام بعد از من ؟ گفتم : يابن رسول اللّه ! چون خبر ولادت سيد ما و صاحب ما در قم به ما رسيد صغير و كبير و شيعيان قم همه اعتقاد به امامت آن جناب نمودند، حضرت فرمود: مگر نمى دانى كه هرگز زمين خالى از امام نمى باشد كه حجت خدا باشد بر خلق . پس در سال دويست و پنجاه و نه هجرت حضرت ، والده خود را به حج فرستاد و او را خبر داد به وفات خود در سال ديگر و فتنه هايى كه بعد از وفات او واقع خواهد شد، پس ‍ اسم اعظم الهى و مواريث پيغمبران و اسلحه و كتب حضرت رسالت را به صاحب الا مر عليه السلام تسليم كرد و مادر آن جناب متوجه مكه شد، و آن جناب در ماه ربيع الا خر سنه 260 از دنيا رحلت نمود و در سرّ من راءى در پهلوى پدر بزرگوار خود مدفون گرديد و عمر شريف آن جناب بيست و نه سال بود (تمام شد آنچه از جلاءالعيون نقل شده بود).(64)

شيخ طوسى به سند خود روايت كرده از ابوسليمان داود بن غسان بحرانى كه گفت : خواندم نزد ابوسهل اسماعيل بن على نوبختى كه شيخ متكلمين از اصحاب ما بوده در بغداد و صاحب جلالت بوده در دين و دنيا و كتى تصنيف كرده از جمله ( كتاب الا نوار در تواريخ ائمه اطهار عليهم السلام ) كه فرمود ولادت با سعادت حضرت حجة بن الحسن عليه السلام به سامراء واقع شد سال دويست و پنجاه و شش . والده آن حضرت نامش صيقل و كنيه آن حضرت ابوالقاسم بوده به همين كنيه وصيت كرده بود رسول خدا صلى اللّه عليه و آله و سلم و فرموده اسم او اسم من و كنيه او كنيه من است ، لقب او مهدى است و او است حجت و امام منتظر و صاحب الزمان عليه السلام . پس ابوسهل گفت كه داخل شدم بر امام حسن عسكرى عليه السلام در مرضى كه به همان مرض از دنيا رحلت فرمود و در نزد آن حضرت بودم كه امر فرمود خادم خود عقيد را  و اين خادمى بود سياه از اهل نوبه و خدمت كرده بود حضرت امام على نقى عليه السلام را و پروريده و بزرگ كرده بود امام حسن عليه السلام را  فرمود: اى عقيد! بجوشان از براى من آب را با مصطكى ، پس ‍ جوشانيد و صيقل جاريه كه مادر حضرت حجت عليه السلام باشد آن آب را براى امام حسن عسكرى عليه السلام آورد. پس همين كه قدح را به دست آن حضرت داد و خواست بياشامد و دست مباركش لرزيد و قدح به دندانهاى ثناياى نازنينش ‍ خورد پس قدح را از دست نهاد و به عقيد فرمود داخل اين اطاق مى شوى مى بينى كودكى را به حال سجده ، او را بياور نزد من . ابوسهل گويد كه عقيد گفت من داخل شدم به جهت پيدا كردن آن طفل ناگاه نظرم افتاد به كودكى كه سر به سجده نهاده بود و انگشت سبابه را به سوى آسمان بلند كرده بود پس سلام كردم بر آن جناب آن حضرت مختصر كرد نماز را و چون تمام كرد عرض كردم كه سيد من مى فرمايد تو را كه نزد او بروى ، پس در اين هنگام مادرش صيقل امد و دستش را گرفت و برد او را به نزد پدرش امام حسن عليه السلام ، ابوسهل مى گويد: چون آن كودك به خدمت امام حسن عليه السلام رسيد سلام كرد نگاه كردم بر او، ( وَ اِذا هَُو دُرِّىُّ اللُّؤ نِ وَ فى شَعْرِ رَاءْسِهِ قططُ مفلَّجُ الاَسنانِ ) ؛ يعنى ديدم كه رنگ مباركش روشنايى و تلا لو دارد و موى سرش به هم پيچيده و مجعد است و مابين دندانهايش گشاده است ، همين كه امام حسن عليه السلام نگاهش به كودكش افتاد بگريست و فرمود: ( يا سيدَ اَهْل بَيْتِِه اَسْقِنى الْماء فَاِنّى ذاهِبٌ اِلى رَبّى ) .

اى سيد اهل بيت خود! مرا آب بده همانا من مى روم به سوى پروردگار خود، يعنى وفاتم نزديك شده . پس آن آقازاده آن قدح آب جوشانيده با مصطكى را گرفت به دست خويش و حركت داد لبهايش را و سيرابش كرد، چون امام حسن عليه السلام آب را آشاميد فرمود: مرا مهيا كنيد از براى نماز. پس در كنار آن حضرت دستمالى افكندند و آن طفل وضو داد پدر خود را به يك مرتبه ، يك مرتبه ، يعنى به اقل واجب و مسح كرد بر سر و قدمهاى او، پس امام حسن عليه اللام به وى فرمود: بشارت باد تو را اى پسرك من ! تويى صاحب الزمان و تويى مهدى و حجت خدا بر روى زمين و تويى پسر من و كودك من و منم پدر تو، تويى محمّد بن الحسن بن على بن محمّد بن على بن موسى بن جعفر بن محمّد بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب عليهم السلام و پدر تو است رسول خدا صلى اللّه عليه و آله و سلم و تويى خاتم ائمه طاهرين و بشارت داد به تو رسول خدا صلى اللّه عليه و آله و سلم و نام و كنيه داد تو را، و اين عهدى است به سوى من از پدرم و از پدرهاى طاهرين تو.

( صَلَّى اللّهُ عَلى اَهْلِ الْبَيْتِ رَبَّنا اِنَّهُ حَميدٌ وَ مَجيدٌ).

پس وفات كرد امام حسن عليه السلام در همان وقت صلوات اللّه عليهم اجمعين .(65)

شيخ طوسى روايت كرده از حضرت امام حسن عسكرى عليه السلام كه فرمود: قبر من در سرّ من راءى امان است از براى اهل دو جانب از بلاها و عذاب خدا.(66)

مجلسى اول رحمه اللّه ( اهل دو جانب ) را به شيعه و سنى معنى كرده و فرموده كه بركت آن حضرت دوست و دشمن را احاطه كرده است چنانكه قبر كاظمين عليهم السلام سبب امان بغداد شد، و شيخ اجل على بن عيسى اربلى در كتاب ( كشف الغمه ) كه در سنه ششصد و هفتاد و هفت تاءليف كرده نقل نموده كه حكايت كرد براى من بعض اصحاب كه مستنصرباللّه خليفه عباسى يكسال به سامره رفت و زيارت كرد عسكريين عليهم السلام را، و چون از روضه مقدسه آن دو امام بيرون آمد رفت به زيارت تربت خلفاء آل عباس از پدران و اهل بيت خود و قبور ايشان در قبه اى بود كه خرابى و ويرانى به آن رو برده بود و باران داخل آن مى گشت و بر قبرها و تربت ايشان فضله هاى طيور و پرندگان بود. على بن عيسى مى گويد كه من هم مشاهده كرده ام تربت ايشان را به همين حال پس به مستنصر گفتند كه شما خليفه هاى روى زمين و پادشاهان دنيا مى باشيد و از براى شما است فرمان و امر در عالم و قبرهاى پدران شما به اين كيفيت و حال باشد، نه كسى زيارت كند ايشان را و نه به خاطرى خطور شوند و نداشته باشند يك كسى را كه فضلات و كثافات را از ايشان دور كند و قبور اين علويين مزارى است به اين خوبى و پاكيزگى كه مشاهده مى نماييد با پرده ها و قنديلهاى آويخته و فرشها و گستردنيها و فراش و خادم و شمع و بخور و غير ذلك . مستنصر خليفه گفت : اين امرى است آسمانى ، يعنى از جانب خدا است و حاصل نمى شود به كوشش و اجتهاد ما و اگر ما مردم را بر اين كار واداريم قبول نخواهند كرد و زور و سعى ما در اين باب فايده نخواهد نمود. و راست گفته زيرا كه اعتقادات به قهر و غلبه حاصل نخواهد شد و به اكراه نتوان اعتقاد در كسى پديد آورد. انتهى .(67)

 

59- ( جلاءالعيون ) علامه مجلسى ص 199  995، ( كمال الدّين ) ابن بابويه 1/40.

60- ( جلاءالعيون ) علامه مجلسى ص 995  997، ( كمال الدّين ) 2/475.

61- ( مصباح المتهجد ) ص 550.

62- ( جلاءالعيون ) ص 997.

63- ( عيون المعجزات ) ص 140.

64- ( جلاءالعيون ) ص 991  998.

65- ( الغيبة ) شيخ طوسى ص 164  165.

66- ( تهذيب الاحكام ) شيخ طوسى 6/93.

67- ترجمه ( كشف الغمه ) 3/437

 

 

 

نوشتن دیدگاه


تصویر امنیتی
تصویر امنیتی جدید